
أكثر من 23 عربة تابعة للشرطة الفرنسية شاركت اليوم الأربعاء، في عملية إخلاء مخيم “لون بلاج” بالقرب من دونكيرك شمال فرنسا، حيث يعيش نحو 700 مهاجر. ووضعت السلطات حواجز خرسانية حول المخيم، مما يعيق عمل الجمعيات في المنطقة.
أخلت السلطات الفرنسية في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، مخيم لون بلاج للمهاجرين، والذي يقع بالقرب من دونكيرك شمال فرنسا، ويعيش فيه نحو 700 مهاجر. وحتى صباح اليوم، شهدت المنطقة تواجداً ملحوظاً لدوريات الشرطة التي وضعت حواجز خرسانية حول المخيم.
وفي اتصال مع مهاجر نيوز، قالت كلير ميلو، منسقة جمعية “سلام” في دونكيرك، إن فريق توزيع وجبات الطعام التابع للجمعية، “لم يتمكن من دخول المخيم يوم أمس، واضطروا لأن يقوموا بعمليات التوزيع في نقطة بعيدة نوعاً ما عن المخيم، لكن الشرطة عادت ومنعتهم من ذلك”.
ووفقاً لمنظمة “مراقبي حقوق الإنسان” (HRO)، عاد المهاجرون بعد ساعات إلى المخيم، لكن عمليات إخلاء جديدة حصلت، شاركت فيها نحو 23 عربة تابعة لقوات الشرطة.
ومنذ ذلك الحين، استقل بعض المهاجرين الحافلات التابعة للشرطة. لكن لا يزال بعضهم “يتجولون بانتظار نهاية عملية الإخلاء”، وفقاً لما قاله أران، وهو متطوع من جمعية “روتس” لمهاجر نيوز. وأضاف “اعتقلت الشرطة أيضا بعض الأشخاص، لكن كالعادة، سيتم إطلاق سراحهم بعد 24 ساعة أو حتى في نفس اليوم”.
وضع حواجز خرسانية
وفقا للجمعيات العاملة في المنطقة، تم وضع حواجز خرسانية لإغلاق المنطقة المحيطة بالمخيم.
وعلقت كلير ميلو قائلة “لم تكتف السلطات بحرمان الناس من الماء، ولا بمنع الصليب الأحمر من القدوم لتوزيع الطعام. في حالة نشوب حريق مثلا، لن يكون من الممكن تنفيذ عمليات إخلاء. هذا وضع مزعج للغاية”.
واضطرت فرق جمعية “روتس”، التي تدعم وصول المهاجرين إلى المياه، إلى نقل اثنتين من حاويات المياه الأربعة وأماكن الاستحمام، إلى مدخل المخيم، حتى لا يمنع الحاجز الخرساني المهاجرين من الوصول إليها”.
ديان ليون، منسقة برنامج “أطباء العالم” في الساحل الشمالي لفرنسا، قالت لمهاجر نيوز “من المخزي أن يكون توفير المياه من مسؤولية الجمعيات، في حين أن الوصول إلى المياه هو من اختصاص المجتمع الحضري في دونكيرك. نحن نقدم الاستشارات، خاصة فيما يتعلق في الأمرض الجلدية والتي تمثل نصف استشاراتنا، ومعظمها من الجرب، إنه مرض ليس من الصعب علاجه، ولكنه يعتمد كثيرا على النظافة، وبالتالي الوصول إلى الماء. يجب أن نتذكر قصة الشاب الذي توفي هذا الصيف أثناء ذهابه للسباحة في القناة المجاورة”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الحواجز الإسمنتية تعيق وصول رجال الإطفاء للمنطقة، وبالتالي التدخل وإمكانية الإخلاء في حالة نشوب حريق أو أي حادث آخر. يشرح أران “إنه أمر خطير. الأرض موحلة بسبب المطر، والمركبات تعلق بسهولة، هذا كله يقلل من قدرة حركة المركبات، ولكنه أيضا يؤثر على حركة الأشخاص أنفسهم إذا احتاجوا إلى الخروج من المخيم بسرعة”.
في شهر آذار/مارس، تم بالفعل وضع حواجز خرسانية في المنطقة، لكن نظرا للمخاطر في حالة نشوب حريق، احتج رجال الإطفاء بعد أيام قليلة، وتم نقل الحواجز. وتتعجب ميلو قائلة “يستمعون إلى رجال الإطفاء أكثر من الجمعيات العاملة على الأرض”.
عمليات إخلاء أسبوعية
تقول كلير ميلو “منذ أيلول/سبتمبر، تحدث عملية إخلاء واحدة في الأسبوع تقريبا. خلال الأسبوع الماضي، قامت الشرطة بتنفيذ عملتي إخلاء في يومين متتاليين”.
أما أران، فقال “دخلت الشرطة المخيم، فهرب الجميع. وجاءت شركة تنظيف، وأخذوا الخيام والأغطية والمتعلقات الشخصية”.
وكانت قد أفادت وسائل إعلام فرنسية في 1 أيلول/سبتمبر الماضي، بأن تسعة مهاجرين أصيبوا، وبعضهم في حالة حرجة، في حادث إطلاق نار في مخيم بلدة “لون بلاج”. وأخلي على ضوء الحادث جزء من المخيم وأجلي من 400 إلى 500 مهاجر كانوا يعيشون هناك.
وكانت استنكرت جمعية “يوتوبيا 59” الظروف السيئة وغير الإنسانية التي يعيش فيها المهاجرون في مخيم لون بلاج ودانكيرك، وأشارت إلى نقص المستلزمات الأساسية لحياة المهاجرين هناك. كما أكدت الجمعيات العاملة في المنطقة في مناسبات عدة، أن أعداد الوفيات في المخيمات وتصاعد العنف وتشرد المهاجرين، هي عواقب سياسة عدم استقبال المهاجرين في فرنسا.
ويعيش مئات المهاجرين في شمال فرنسا، في مخيمات كاليه ولون بلاج بالقرب من دانكيرك، بينهم عراقيون وإيرانيون وسودانيون وإريتريون، ويقضون أيامهم في مخيمات متهالكة محفوفة بالمخاطر وظروف عيش متردية، ويقبعون تحت وطأة الطرد المستمر والإخلاء والعنف.